جريمة تقشعر لها الابدان حين تتجرد ام من مشاعرها وتقدم علي قتل ابنائها وزوجها ونفسها
أقدمت الأم في ذلك الصباح الباكر على دس مادة (اللانيت) الشديدة السمية في كؤوس الحليب لأولادها الثلاثة 10، 9, 4 سنوات قبيل ذهابهم إلى مدرستهم كما وضعت مقداراً من ذات المادة في فنجاني القهوة اللذين أعدتهما لتحتسيهما مع زوجها ودخل الجميع في حالة غيبوبة وسبات قبل ان يسعفوا جميعاً إلى المستشفى الجامعي بدمشق. في بداية التحقيقات توجه الظن إلى أن التسمم الغذائي ناجم عن فساد مادة الحليب وتجاوزها لمدة الصلاحية غير أن نتيجة تحليل مخبر الأمن الجنائي لبقايا عبوة الحليب التي أعدت منه الأم الحليب لأولادها, أثبتت أنه سليم ونظامي وضمن مدة الصلاحية الأمر الذي جعل زوج المتهمة يشك بأنها هي التي دست السم لهم داخل الحليب والقهوة. الأب المفجوع بأولاده لم يعد يدري ماذا يعمل؟ وكيف يعيش بدون أولاده الذين يحبهم حبا لا يعلمه إلا الله وحده فراح يستنطقها ويضغط عليها كل يوم الى أن اعترفت قائلة: بأنها وضعت السم في الحليب والقهوة لزوجها وأولادها وقد احتسته معهم حتى لا يحملوا بقية عمرهم عارها.
وكانت الأم تعمل في تجارة الملابس منذ ثلاث سنوات وقد أفلست تجارتها فراحت تستدين خفية عن زوجها من أقاربها وجيرانها ومعارفها وتوقع على (كمبيالات) حتى ترتب في ذمتها أكثر من ستين مليون ليرة سورية ديناً.
وقد أرهقها فيما بعد ملاحقات الدائنين لها ومطالباتهم اللجوجة بما ترتب لهم عليها من ذمم.
هذه القضية هزت وجدان المحكمة وشغلت الرأي العام لأنها قضية تتعلق بقتل أم لأولادها وزوجها دون رحمة أو شفقة منها.
الاعتراف بالجريمة
وفي أحد الأيام هددها بعضهم بأنها إذا لم تسدد المبالغ المترتبة عليها في أجل محدد فسيخبر زوجها بحقيقة كساد تجارتها ومقدار ديونها فراحت تتوسل لمنحها فرصة لسداد الدين ومنحت فرصة أخرى رأفة بها لسداد دينها ولكنها فاجأت الجميع بجريمتها الشنيعة. وهذا الاعتراف دفع بالزوج إلى الادعاء على زوجته أمام النيابة العامة بجرم الشروع التام بالقتل العمد له ولأولاده الثلاثة. و اعترفت الزوجة في ضبط الشرطة وأمام قاضي التحقيق بتفاصيل جريمتها قائلة : في المطبخ وضعت كمية من بودرة اللانيت بركوة القهوة وإبريق الماء المعد لتحضير الحليب وقمت بإحضار الكؤوس وفنجاني القهوة إلى غرفة الجلوس فتناول ولدي الأكبر أولاً الحليب الا أنه شكا من مرارته وطلب من والده أن يتذوقه فتناول جرعة منه وأخبرني أنه بالفعل غير مستساغ الطعم ..فتذرعت بنقصان السكر فيه,ونهضت بعد أن ارتشفت قهوتي إلى المطبخ لأحضر السكر وأضيفه إلى كؤوس الحليب الثلاثة حيث تناول بقية أولادي الحليب وشعروا كما شعرت بغيبوبة ,وشاهدت زوجي قبل أن أغيب عن الوعي يصرخ لشقيقه وهو يحمل ابنتي الصغرى بين يديه ويندفع نحو الشارع ولم أشعر بنفسي إلا وأنا وأولادي وزوجي داخل المستشفى ولا أعرف تحديداً من الذي أسعفني..
وعن الدافع الحقيقي لفعلها قالت الزوجة كان القصد من ذلك هو الانتحار للتخلص من الأعباء المالية المترتبة علي وللتكفير عن سوء تصرفي وأما القصد من وضع السم لزوجي وأولادي هو قتلهم حتى لا يلحق عاري بهم بقية حياتهم بعد موتي.
رغم أنها غيرت أقوالها في المحكمة وقالت إن زوجها هو من حرضها على فعل ذلك لاستدرار عطف الدائنين. كما زادت على ذلك ,الادعاء بأن زوجها وأشقاءه قد حجزوا حريتها بعد خروجها من المستشفى وقد تعرضت من قبلهم للضرب والتعذيب والتهديد بالقتل.
شاهدة الخنق والشتم
وقالت إحدى المتعاملات التي أودعت أموالها عندها أنها قد حضرت بعد سماعها بالحادثة لرؤيتها في منزل شقيق زوجها, وسؤالها عن مصير أموالها المودعة لديها. وأكدت هذه السيدة أن الزوج وأشقاءه رفضوا السماح لها بداية بالدخول إلى غرفتها,وعندما أصرت سبقتها إلى الغرفة شقيقة زوجها ثم دخل خلفها زوجها وأشقاؤه , وشاهدت أثناء وصولها إلى غرفتها شقيقة زوجها تشتمها وهي ممسكة بكلتا يديها برقبتها وهي تقول لها (بخنقك) ولاحظت هذه السيدة الخوف الذي كان باديا” عليها من زوجها وأشقائه الذين سمعت أحدهم يشتمها في حين راح زوجها يتوعد بإدخالها السجن.و ذكر عديل الزوج أنه قد شعر بتأنيب الضمير لادعائه على زوجته زاعماً أنه لم يكن في وعيه إذ تعرض بعد الحادثة لصدمات كهرباء وراح يبكي مبدياً رغبته بإسقاط حقه عنها. ولكنه تراجع عن ذلك في صباح اليوم التالي بتأثير من شقيقه الذي كان يريد كشف الحقيقة. خسرت الأم أولادها وها هي تواجه حكما” بالإعدام ومتهمة بجناية الشروع التام بالقتل العمد لأكثر من شخص اذ أن الأولاد فارقوا الحياة وتمكن الجيران من إنقاذها وإنقاذ زوجها من الموت.
وقالت بأنها نادمة أشد الندم لأنها أضاعت كل شيء وأهم شيء في حياتها وهو فلذات كبدها.